مقـالات الــرأي

كتاب "سيرة مدينة" (جزء 1) للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي يقدم توثيقًا غنيًا لتاريخ إمارة الشارقة، مسلطًا الضوء على حقبة زمنية حافلة بالصراعات الداخلية والضغوط الاستعمارية. يتناول الكتاب صراعات الأسرة الحاكمة والخلافات الداخلية وتأثيرها على استقرار الإمارة، إلى جانب العلاقات السياسية بين الشارقة ورأس الخيمة، مثل حكم الشيخ صقر بن خالد وانفصال رأس الخيمة عن الشارقة. كما يبرز الكتاب مواقف الشارقة الصامدة أمام الضغوط البريطانية، ودور المعارضة المحلية في فرض مطالبها. يتضمن الكتاب ملاحق قيمة مثل تفاصيل إنشاء أول مستشفى في الشارقة ومحطة الشارقة الجوية، مما يعكس تطور البنية التحتية والخدمات في الإمارة. تكمن أهمية الكتاب في كونه مرجعًا أساسيًا لفهم تاريخ الشارقة السياسي والاجتماعي، حيث يسلط الضوء على التحديات التي واجهتها المدينة ودور شيوخها في تحقيق الاستقرار والتنمية، كما أنه يعزز الفخر بتاريخ الإمارة ويبرز دورها في مقاومة الهيمنة الاستعمارية، مما يجعله مصدرًا قيمًا للباحثين والمهتمين بتاريخ المنطقة.

كتاب "سيرة مدينة" (جزء 2) للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي هو توثيق دقيق لتاريخ الشارقة، حيث يتناول الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي أثرت على تطور المدينة. يضم الكتاب أحد عشر فصلًا تعرض قضايا متنوعة، بدءًا من بناء المحطة في الشارقة وتأثير اكتشاف المعادن والبترول، إلى مواجهة مرض الجدري وعلاقات المدينة الإقليمية والدولية مثل دعم القضية الفلسطينية وتأثير الحرب العالمية الثانية.

كما يناقش الكتاب التحولات التي شهدتها الشارقة، مثل تحولها من محطة مدنية إلى قاعدة عسكرية، ووجود القوات الأمريكية وتأثيرها على الحياة المحلية. ويبرز الكتاب كذلك دور الشارقة في القضايا الإقليمية والسياسية، ويمنح القارئ رؤية شاملة للتحديات التي واجهتها المدينة وكيف تعاملت معها.

تتجلى أهمية الكتاب في تقديمه صورة متكاملة عن تاريخ الشارقة، ليس فقط على المستوى المحلي، بل أيضًا في سياقها الإقليمي والدولي. يوضح الكتاب تأثير الاكتشافات الاقتصادية والقضايا الصحية والقرارات السياسية على حياة السكان وتطور المدينة، مما يجعله مرجعًا غنيًا للمهتمين بتاريخ الإمارات وتراثها. بأسلوب موثق ودقيق، يعزز الكتاب فهم القارئ لديناميكيات الشارقة التاريخية ويدعو للحفاظ على الذاكرة الوطنية.

كتاب "تحت راية الاحتلال" للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي يعرض فترة تاريخية حاسمة في تاريخ الخليج العربي تحت الاحتلال البريطاني. يتسم الكتاب بأسلوب سردي دقيق وموضوعي، حيث يجمع بين التحليل السياسي والاجتماعي والتوثيق التاريخي، مما يجعله مرجعًا مهمًا للباحثين والقراء المهتمين بتاريخ المنطقة. يقدم الكتاب قصصًا إنسانية ملهمة لشخصيات مقاومة، مثل "حاجي يعقوب" و"أبو بشيت"، الذين جسدوا النضال الشعبي ضد الاحتلال البريطاني، مما يعزز الفهم العميق لحركة المقاومة ضد الاستعمار.

يتناول الكتاب تأثيرات الاحتلال على المجتمعات المحلية، ويركز على كيفية تطور الأحداث من فترة الاحتلال إلى مرحلة التحرر السياسي، ويسلط الضوء على العلاقات بين دول الخليج وبريطانيا. يقدم الكتاب تفاصيل عن الشخصيات المحلية التي كانت محورية في مقاومة الاحتلال، مثل "سالمين بن ناصر السويدي"، ويعرض كيف شكلت هذه الشخصيات جزءًا كبيرًا من حركة المقاومة.

كما يتناول الكتاب تأثيرات الاحتلال على الهوية الثقافية والدينية في المنطقة من خلال فصول مثل "رجوع الدعوة السلفية" و"حرب الجيرة"، حيث يوضح كيف أثرت الأحداث السياسية والاجتماعية في تشكيل هوية المجتمعات الخليجية. الكتاب يعد مصدرًا غنيًا يقدم فهماً شاملاً لتاريخ الخليج العربي خلال فترة الاحتلال البريطاني، ويبرز مقاومة الشخصيات المحلية وتضحياتهم للحفاظ على هوية المنطقة وحقوقها.